الخابية والبخيل

   حُكي أن رجلًا بخيلًا كان عنده بندقيّة صيد محشوّة بالبارود والخردق؛ فأراد أن يبيعها ولكنّه أشفق على حبّات الخردق أن تضيع فيما لو تمّ له بيعها. وعمد إلى حيلة لإخراجها والاحتفاظ بها لنفسه دون المشتري، وكانت الحيلة بعد أن قدح زِناد فِكره، أن يُطلق البندقيّة في خابية مملوءةٍ بالماء، اعتقادًا منه، أنّ حبّات الرصاص الصغيرة لا تذوب في الماء بل تبقى سالمة، فيلتقطها من قعر الخابية؛ وما أن أفرغ البندقيّة المحشوّة حتى تصدّعت الخابية وتكسّرت بسبب ضغط غاز البارود المتمدّد في مكان محصور؛ وهكذا خسر الشحيح أضعاف ما طمع في كسبه. وصحّ فيه المثل القائل: مَنْ طلب الزيادة قد يقع في النقصان.

                                            يوسف س. نويهض